التجارة
تعريف التجارة:
يمكن تعريف التجارة (Commerce)
هو اي فعل أو عملية بيع أو شراء أو تبادل السلع والخدمات بالجملة أو التجزئة داخل الدولة الواحدة أو بين الدول المختلفة.
تاريخ التجارة:
تعد التجارة من أهم وأعرق الأنشطة التي مارسها الإنسان منذ القدم، والتي كانت سببًا في حدوث تطورات كبيرة في نظام الحياة الإنسانية للأفراد في مختلف أرجاء العالم، ويعود تاريخ التجارة إلى 10 آلاف عام قبل الميلاد، حيث كانت التجارة آنذاك متركزة على تربية المواشي والمتاجرة فيها كونها من أبرز الموارد الغذائية، إضافة إلى إمكانية الاستفادة من المواشي في صناعة الملابس، ومن مرور الوقت ظهرت عمليات المقايضة التي يحصل بموجبها أحد الأفراد على سلعة يحتاج إليها من شخص آخر مقابل حصوله على سلعة مختلفة منه، وبهذا يستفيد الناس من السلع المختلفة بعمليات المبادلة فيما بينهم، لكنّ عملية المقايضة كانت تشترط وجود رغبات مختلفة بين أفراد يمتلكون سلعًا مختلفة وهذا الأمر قد لا يتوفر دائمًا مما يؤدي إلى فشل العديد من عمليات.
أنواع التجارة:
هناك العديد من أنواع التجارة التي يتم من خلالها ممارسة الأنشطة التجارية، هذا وتختلف الجهات التي تمارس النشاط التجاري،
كما تختلف النطاقات التي تمتد فيها عمليات التجارة، كما يوجد بعض المواسم التي تختص بها أنشطة تجارية موسمية محددة،وبشكل
عام يمكن تصنيف أنواع التجارة على النحو الآتي:
التجارة الدولية (International trade)
تعد التجارة الدولية من أبرز أنواع التجارة الحديثة والتي جاءت مع تطور حركة النقل والشحن بين مختلف دول العالم، حيث تتم العمليات التجارية على النطاق الدولي من خلال اتفاقيات تجارية مخصوصة تنتقل بموجبها بضائع دولة ما إلى دولة أخرى، ومن أبرز المظاهر العامة التي تدل على وجود نشاط تجاري دولي انتشار أنواع مختلفة من السلع التي يتم إنتاجها في دول مختلفة في نفس الأسواق التجارية، فيجد المستهلك في السوق المحلي أصناف متعددة الجنسيات الإنتاجية، وهذا يدل على وجود حركة نقل نشطة للسلع بين الدول العالمية، ووجود حركة استيراد نشطة مع الدول الأخرى.
تجارة التجزئة (Retail trade)
ينشط هذا النوع من أنواع التجارة بشكل كبير على النطاق المحلي،ويهدف بشكل رئيس إلى توزيع السلع أو الخدمات على أكبر
نطاق ممكن من خلال توفير مجموعة من خطوط التوزيع على أكبر نطاق ممكن، بحيث يكون لدى الشركة المنتجة أو الموزعة للمنتج
أو الخدمات كميات كبيرة ترغب الشركة في تحقيق العوائد النقدية من بيعها بمبدأ التجزئة، وتحتاج تجارة التجزئة إلى قدرٍ عالٍ
من التخطيط والدراية في واقع الأسواق المحلية والعالمية من أجل كسب أكبر قدر ممكن من الحصة السوقية، وتحقيق أكبر عائد مادي ممكن، وعادة ما يرتبط مفهوم تجارة التجزئة ببيع وحدات إفرادية من المواد لأكبر عدد ممكن من الأفراد المستهدفين.
تجارة الجملة (Wholesale trade)
تعد تجارة الجملة من أنواع التجارة التي يهتم الناشطون فيها ببيع كميات كبيرة من المواد لجهة أو جهات معدودة محددة،وتعد تجارة الجملة حجر الأساس لتجارة التجزئة، حيث تمتلك الجهات التي تحصل على كميات كبيرة من السلع أو الخدمات الحق في إعادة بيع
هذه السلع أو الخدمات إلى عدد أكبر من المستهدفين من أجل وصولها إلى المستفيدين منها، ويهدف المتعاملون بتجارة الجملة
إلى تخفيض سعر السلع والخدمات المشتراة بكميات كبيرة والاستفادة من الخصومات التي يحصلون عليها في عمليات البيع
اللاحقة، الأمر الذي يزيد من هامش الربح لديهم.
التجارة الإلكترونية (Electronic commerce)
ويعد من أكثر أنواع التجارة حداثة وتماشيًا مع تكنولوجيا الاتصالات والإنترنت، حيث تهتم التجارة الإلكترونية بإجراء المعاملات التجارية المختلفة من خلال عمليات الربط بشبكة الإنترنت، وقد تختلف أطراف التجارة الإلكترونية في العمليات التجارية التي تتم
عبر الإنترنت فقد تكون بين أفراد أو بين منظمة وأخرى أو بين خليط من الأفراد والمنظمات، وقد شهدت التجارة الإلكترونية العديد
من التطورات خلال السنوات الأخيرة بسبب دخول قنوات اتصال وتواصل جديدة في بيئة التجارة الإلكترونية بما في ذلك مواقع التواصل الاجتماعي، مما أدى إلى وجود قدر أكبر من السلاسة في إجراء كافة العمليات التجارية، الأمر الذي مهّد إلى وجود أسواق إلكترونية عملاقة ذات موثوقية ومصداقية عالية ساهمت في تزايد الطلب على التعامل بالتجارة الإلكترونية من خلال ما تتيحه
من ميزات مختلفة.
أهمية التجارة:
إن أهمية التجارة تكمن في وجود العديد من الآثار المترتبة على دخول التجارة في أنشطة الحياة الإنسانية، وتختلف أهمية التجارة باختلاف نوع التجارة التي يتم ممارستها وحيز التنفيذ الذي تتم عليه والأطراف ذات العلاقة بالعملية التجارية، وبشكل عام يمكن
إدارك أهمية التجارة في الحياة الإنسانية من خلال ما يأتي:
تلبية حاجات الناس (Meet people's needs)
وذلك من خلال الأنشطة التجارية المختلفة يستطيع عامة الناس الحصول على السلع والخدمات التي يريدونها أو يحتاجون إليها
في حياتهم اليومية، سواء كانت هذه السلع أساسية أو من الكماليات، حيث يصنع وجود الأسواق حالة من التنوع ووجود البدائل
غير القابلة للحصر في بعض الأحيان، فضلًا عن حركة التجارة الدولية وما توفره من سلع عالمية ذات جودة عالية في متناول
أيدي الناس بسبب حركة الصادرات والواردات من وإلى الدولة التي يعيش فيها المواطنون.
تحسين مستوى الحياة (Improving the standard of life)
إن الحركة التجارية النشطة على مستوى العالم أسهمت في تغيير حياة الناس، وتوفير العديد من السلع الاستهلاكية النظيفة، وبعض السلع الأخرى ذات الطابع المتطور التي تزيد من التيسير على الناس في ممارسة نشاطات الحياة اليومية، كما وفّر وجود الأسواق قدرًا كبيرًا من السلع المناسبة بأسعار مناسبة حيث كانت بعض السلع فيما مضى نادرة الوجود، وأسعارها باهظة الثمن بناءً على عدم توفرها في الأسواق لضعف الحركة التجارية.
إيجاد فرص عمل(Creating job opportunities)
إن المنظومة التجارية هي منظومة متكاملة قائمة على وجود أفراد يمتلكون الخبرة والدراية بالعملية التجارية من أجل تحقيق أكبر
قدر ممكن من المكاسب، وعليه فإن القائمين على الأعمال التجارية يسعون إلى توظيف الأفراد الذي يجعلون من العملية التجارية
مكسبًا حقيقيًّا، وهذا يتطلب في بعض الأحيان وجود عدد كبير من الموظفين من أجل نقل المواد أو السلع والترويج لها وتخزينها وتوزيعها وعرضها على العملاء وبيعها وتوريد ثمنها إلى ربّ العمل، مما يعني استفادة عدد كبير من الناس ماديًا من العملية
التجارية، ويظهر هذا الأمر بشكل واضح في الشركات التجارية التي تحتوي على موظفين متخصصين في الشؤون البيعية
أوالإعلانية أو التوزيعية، والذين لهم إسهامات كبيرة في تحقيق الأرباح لهذه الشركات ونمو أعمالها مع مرور الوقت.
النهوض بالاقتصاد القومي(Promoting the national economy)
إن وجود العمليات والأسواق التجارية في المجتمعات الإنسانية يساهم في تحريك عجلة الاقتصاد الوطني من خلال عمليتي العرض والطلب على السلع والخدمات التجارية المتنوعة، كما تؤثر التجارة بشكل كبير على مدى استغلال الموارد الاقتصادية والثروات الطبيعية أو الحيوانية في دولة بعينها من خلال تحويل هذه الموارد إلى أداه تستخدم في إحداث النمو الاقتصادي وضخ الأموال في كافة القطاعات، فضلًا عن استفادة الدولة من هذه الموارد بتحويلها إلى سلع يمكن تصدير الفائض عنها إلى الدول الخارجية من
خلال التجارة الدولية، وهذا يوفر للدول المصدّرة ثقلًا اقتصاديًّا هامًّا مع الدول الأخرى التي تحتاج إلى هذه السلع ولا تمتلك الموارد
الكافية لتصنيعها.
كيف تتعلم التجارة:
إن ممارسة العملية التجارية تحتاج إلى قدر كبير من المعرفة والخبرة في مجال محدد، وهذا يقود إلى ضرورة بحث الناشطين
في العمليات التجارية على ما يساعدهم في النهوض بأعمالهم التجارية في ظل حدوث العديد من التطورات على كافة القطاعات والأصعدة، ومن أبرز ما يجب مراعاته من أجل التمرس في عملية التجارة ما يأتي:
البدء على نطاق محدود (Start on a limited scale)
إن من أهم المرتكزات التي يجب على المرء أن يراعيها من أجل الدخول في العملية التجارية وتعلم أسرار التجارة هو البداية من نقطة الصفر وعلى نطاق محدود من أجل اكتساب الخبرة وفهم أسرار السوق التجاري وعدم تكبد خسائر على نطاق واسع، ومع مرور الوقت وإدراك حالة الأسواق ورغبات العملاء وحدوث نمو في العملية التجارية يبدأ التاجر في التوسع بالعملية التجارية.
التعلم المستمر (Continuous learning)
حيث يجب على التاجر أن يتعلم من الأخطاء التي يرتكبها في ممارسة الأعمال التجارية لتلافي حدوثها مرة أخرى في المستقبل،
كما ينبغي عليه أن يدرس بعض التجارب التجارية المماثلة للنشاط التجاري الذي يمارسه، ولا يتقصر التعلم في التجارة على الاستفادة
من التجارب الواقعية الذاتية أو تجارب الآخرين بل يجب أن يتعدى الأمر إلى ضرورة امتلاك المعرفة العلمية الدقيقة من خلال
المطالعة والتعلم الذاتي لأصول التجارة والبيع والتسويق والتوزيع.
التخطيط المناسب (Proper planning)
إن العملية التجارية هي عملية قائمة على التخطيط للفترات القادمة من أجل استغلال بعض المواسم في تحقيق أكبر قدر ممكن
من الأرباح من الأعمال التجارية الموسمية، كما يساعد التخطيط على تقييم الوضعية التجارية القائمة وإيجاد بعض الحلول للمشكلات التي قد تعيق العملية التجارية عن تحقيق أهدافها.
اترك تعليقاً اذا كان لديك اي تسأل عن الموضوع وتشجيعنا لننشر المزيد من المواضيع الجميلة والرائعه